الإمارات

الإماراتية تنتصر لطموحاتها العلمية بإنجازات أكاديمية

حققت المرأة الإماراتية ذاتها في الحياة الجامعية فهي الطالبة المتفوقة صاحبة التميز والدرجات العليا، وهي الأستاذة الجامعية التي تأخذ بيد طلابها نحو دروب العلم والمعرفة في زمن لا يعترف إلا بالعلم والعلماء، وهي في كل هذا لا تنتصر لطموحاتها بل لوطنها الإمارات وقيادته الحكيمة التي أعلت من شأن المرأة في كافة المجالات، وأكدت جميع الآراء التي استطلعناها أن الفضل في تميز المرأة الإماراتية في مجال التعليم يعود إلى المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، الذي كان له دور كبير في تغيير نظرة المجتمع الإماراتي القديم باتجاه تعليم الفتاة.
وفي التحقيق الآتي نتعرف الى أسباب تفوق الإماراتية والنجاحات التي حققتها في مجال التعليم العالي بالتزامن مع يوم المرأة الإماراتية الذي يتم الاحتفال به في 28 من أغسطس/ آب من كل عام.
قال الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي: كنا أكبر دفعة ترسل للدراسة خارج الإمارات حيث ذهبت في عام 1976 لدراسة البكالريوس ومن ثم الماجستير والدكتوراه في أمريكا، حينها وبينما كنت أدرس الهندسة الإلكترونية لم يكن هناك دارسات من الإمارات في الهندسة، ولكن عندما عدت ودرست في كلية الهندسة بجامعة الإمارات كان عدد الطالبات يشكل النصف بين الدارسين، بينما على مستوى الجامعة كن يشكلن الثلثين والطلاب الثلث.

وأضاف البستكي، مما لا شك فيه أن هذا هو غرس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أرسى ومن بعده شيوخنا الكرام ألا تمييز بين المرأة والرجل، فالفرصة متاحة للجميع كي يتعلم ويعطي وينجح ويتقدم. وأعقب بالقول إن مشاركة المرأة إلى جانب الرجل هو ما سرع من حجم الإنجازات في الدولة، فباتت المرأة تشغل كل الوظائف دون أي تمييز في العلم والتكنولوجيا والطيران وغيرها، حتى إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصف المرأة بأنها كل المجتمع وليس نصفه فقط، ولا شك أن هذا الدعم من القيادة للمرأة فتح أمامها كل أبواب التميز والتقدم والمجد أيضاً.متفوقات أكثر من البنين

الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، أشار إلى أن الثقل في تميز المرأة الإماراتية الذي تحظى به في الجانب الأكاديمي أرسى دعائمه واستراتيجيته المغفور له الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات، الذي كان أول رجل طوع المال من أجل ترويج وتشجيع الأهالي للسماح لبناتهم بالانتساب إلى المدرسة، وخاصة أن العديد -إن لم يكن معظمهم- يرفضون هذا الأمر، فكان يصرف مكافأة لكل طالبة ما كان له الأثر الكبير في تغيير آراء بعض الأسر.
ويضيف: منذ أن بدأت عملي كأكاديمي شاهدت وعرفت صفة غير موجودة في الدول الأخرى وهي أن البنات في المدارس يقبلن على طلب العلم، بل ان لديهن شغفا في هذا المجال، والأمر الهام في ذلك أنهن يقبلن على العلم ليس للحصول على وظيفة بل من اجل العلم، ما جعل الوظيفة تركض إليهن، وليس العكس، وهذه القابلية للتعليم صقلت برؤية المغفور له الشيخ زايد.
إن القيادة الرشيدة في رؤيتها أن مكانة المرأة الإماراتية وتفوقها وتميزها بثقافتها تعلي من شأن وقيمة المجتمع، وزايد رحمه الله أعطى قيمة للمرأة، وكلف قرينته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات برعاية المرأة على مستوى الدولة، وعلى هذا النهج تستمر قرينة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وقرينة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وأصبحت هذه الصفة موجودة في المجتمع الإماراتي بإيلاء المرأة قيمة كمطلب أساسي.
وأكد أن الإمارات هي اكبر دولة عربية فيها نساء وزيرات حتى إنهن يفقن عدد الوزيرات في بعض الدول الأجنبية قولاً وفعلاً.

حظ كبير ووافر

عبر الدكتور محمد عبدالرحمن مدير كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي عن فخره واعتزازه بالمكانة التي حققتها المرأة الإماراتية في كافة المجالات وتحديدا في مجال التعليم العالي، حيث لم تكتف بالدراسة الجامعية فقط بل والتحقت بالبعثات الخارجية، طمعا في الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه، ليس في تخصصات تقليدية بل في مجالات حديثة أيضا مثل علوم الفضاء والطاقة الشمسية.. وهذا يعود إلى تغير الثقافة المجتمعية ودعم الآباء بالدرجة الأولى لبناتهن بنهل العلم والسماح بسفرهن إلى الخارج، لتحصيل الدراسات العليا، إضافة إلى الجهات المعينة التي خصتها الدولة بالاهتمام بهذا الجانب وهي إدارة البعثات الموجودة في وزارة العليم العالي والمكتب الثقافي الموجود في سفارات الدولة، وهذه المخرجات التعليمية أزالت الكثير من العوائق من أمام المرأة الإماراتية.
وأكد ان المرأة في الإمارات حصلت على حظ كبير ووافر من دعم القيادة الرشيدة بدءاً من المغفور له الشيخ زايد وصولا إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات ما وفر لها الكثير من الدعم والرعاية والمتابعة، وبدأت هذه المسيرة بالدعم الذي تحول مع الوقت إلى تمكين. إضافة إلى أن المرأة الإماراتية أثبتت ومن خلال وجودها بالميدان أنها على قدر كبير من تحمل المسؤولية، لذا وجدناها في كافة الميادين بدءا من العسكري الذي اقتحمت ميدانه وأثبتت وجودها فيه، إذاً فما بالنا بالميادين الأخرى التي برعت فيها أيضا وحصلت على مئات الجوائز ومراكز قيادية رفيعة المستوى في المجالات الأكاديمية والاقتصادية والدبلوماسية والتجارية وغيرها، ما جعل الجميع يشيدون بدورها في العمل وفي الإنتاج. وهذا الدعم والتمكين لم يذهب هدرا وهباء إنما كانت هي على قدر تحمل المسؤولية في الميدان.
وفي ما يتعلق بالميدان الأكاديمي تفوقت في عدد الدارسين وما زال الإقبال الكبير على التعلم ونسبة الطالبات في الجامعات وفي الدراسات العليا تزيد، دليل الوعي الكبير لديها ولدى القادة والمجتمع الإماراتي.

أمثلة وقدوة رائعة

ويقول الدكتور أيوب كاظم مدير عام قطاع الخدمات في مجموعة تيكوم- مدير عام المجمعات التعليمية في مجموعة تيكوم سابقاً- انه وعلى مر السنين ومنذ قيام دولة الإمارات، تساهم المرأة الإماراتية بشكل كبير في تطوير هذه الأمة، ولدي إيمان راسخ بأن سر نجاح المرأة الإماراتية في القيادة وتطوير البلاد يعود لرغبتها الملحة في تولي المسؤولية والإيمان والثقة بالنفس مقترنة بالدعم والتمكين الكبير الذي تقدمه قيادة وحكومة دولتنا العريقة.
ولدينا حاليا مجموعة من الأمثلة والقدوة الرائعة في مجتمعنا مثل الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني للإمارات العربية المتحدة، وشما المزروعي وزيرة دولة للشباب، وريم الهاشمي، وعهود الرومي، وغيرهن.
ولدي ثقة بأن أعمالهن، وتفانيهن ومساهماتهن ستذكرها الأجيال القادمة.

خريطة الريادة العالمية

محمد عبدالله المدير التنفيذي لمدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة يشير إلى انه لطالما كانت المرأة الإماراتية سبَّاقة للوصول لأعلى المراتب في مختلف القطاعات، ويأتي تميز الطالبات الإماراتيات خير دليل على ذلك حيث استطعن أن يحققن نجاحات بارزة على الصعيد الأكاديمي.
ولعبت الطالبات الإماراتيات دوراً محورياً في تعزيز مكانة دولة الإمارات على خريطة الريادة العالمية حيث حصلت الدولة في العام 2013 على المركز الأول عالمياً في مجال التحصيل العالمي للمرأة وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي. وأظهرت نتائج المرحلة الثانوية للعام 2016 تفوق عدد من الطالبات الإماراتيات ممن يستعددن للالتحاق بالجامعات حيث أكدن أن هذا التفوق ما هو إلا ثمرة جهود بذلت طوال العام، مدعومة بكفاءة الكوادر الأكاديمية في الدولة، ما مكنهن من خوض مختلف المجلات والتي تشمل بعض التخصصات الجديدة على المجتمع الإماراتي. وانعكس هذا إيجابياً على زيادة نسب الإماراتيات العاملات وحصولهن على مناصب ريادية في الدولة.
وأضاف: نحن نحرص في مدينة دبي الأكاديمية العالمية على تقديم كافة أشكال الدعم لتمكين الطالبات الإماراتيات وتشجيعهن على متابعة مسيرتهن الأكاديمية، والمهنية من خلال توفير تجربة تعليمية متميزة وبيئة مناسبة لهن. مجتمع منفتحقالت موضي الشامسي مدير عام مراكز التنمية الأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة: المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، هي الجزء الثاني المكمل للرجل ولا توجد فوارق فيما بينهما، لذلك نرى أنها تتفوق في جميع المجالات وخاصة المجالات الأكاديمية، لأنها تعيش في مجتمع منفتح مؤمن بدور المرأة وفر لها المناخ الإبداعي الذي من خلاله أثبتت مكانتها. وهذا ليس بالجديد على دولتنا الحبيبة، فمنذ قيامها على يد المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرجل الذي أعطى المرأة حقها ورفع من شأنها، والمرأة تتميز ولله الحمد وها هي حكومتنا الرشيدة تسير على نفس النهج السابق، لذلك نرى التفوق والإبداع النسائي في جميع المجالات.
وأضافت الشامسي: وإن دل هذا الأمر فإنما يدل على الثقة التي أعطيت للمرأة في دولة الإمارات.

صفية سعيد الرقباني: زايد وضع استراتيجية مستدامة للتعليم

الباحثة الأكاديمية صفية سعيد الرقباني تقول: من أهم ما يلاحظه من يعمل في التعليم العام والجامعي أن المرأة الإماراتية تُقبِلُ بشغف على التعليم، وأنها حريصة كل الحرص على التميز والاستزادة من العلم، وأنها جادة، ولا تتراخى، وتحافظ على اختراق مجالات جديدة، بل وتبحث عن تخصصات وموضوعات غير مطروقة، وتقبل التحدي دائما وتتمتع بمواجهته بقوة وعنفوان جديرين بالتقدير والاحترام.
وأضاف: يعود ذلك إلى الطفرة التعليمية التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، فقد كان رحمه الله حريصا على تعليم المرأة الإماراتية، ومواجهة السلبيات التي كانت تفرضها بعض التقاليد المتوارثة، فكان يشجع الأسر بكل السبل والوسائل على إرسال بناتهم للمدارس، وكان يتصل بأي ولي أمر يرفض إرسال بناته للدراسة. وطبعاً لا ننسى جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في دعم مسيرة المرأة في الدولة ودورها الرائد في دعم النساء وتمكينهن ومساندتهن وجهود سموها العالمية في هذا الإطار.
وذكرت أن الشيخ زايد رحمه الله، وضع استراتيجية مستدامة للتعليم؛ خصوصاً تعليم المرأة، سار على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعمل على تنفيذها بأفضل ما يكون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان جوهر هذه الاستراتيجية هو توفير فرص التعليم للفتاة الإماراتية في كل مكان من مناطق الدولة، فجاء إنشاء كليات التقنية العليا لتغطي جميع مناطق الدولة، وخُصصت كلية في كل منطقة للبنات، ثم جاءت جامعة زايد في أبوظبي ودبي لتضيف إلى جامعة الإمارات أبعاداً جديدةً، ثم شملت هذه الاستراتيجية توفير فرص العمل المناسبة للخريجات، وتشجيع الوزارات والدوائر الحكومية والقطاع الخاص على فتح مجالات للعمل للمرأة الإماراتية. ومن هنا توفر للمرأة الإماراتية التعليم، ثم فرص العمل المتميزة، وأضيف لها بعد ذلك الترقي لشغل المناصب القيادية والعليا والحصول على الجوائز، وبذلك استطاعت المرأة الإماراتية أن تحقق في جيل واحد ما حققته المرأة في دول أخرى في أكثر من قرن من الزمان.

الخليج الاماراتية

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى